13 رمضان
#وقفات_مع_الأجزاء
الجزء الثالث عشر :
يوسف / 53 === آخر سورة "إبراهيم"
أهل الصلاح يظهر عليهم صلاحهم ، ويحبهم الناس ،
وينجذبون إلى عدلهم وصدقهم ،
فأهل البلد من الكفار والفساق :
الملك ، وخباز الملك وغيرهم لجؤوا إلى يوسف عليه السلام :
( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) يوسف : 78
فحالتك وسيرتك وهيئتك وأفعالك تخبر أنك من المحسنين .
محمد المنجد / 100 فائدة من سورة يوسف .
==========
تأمل دقة يوسف عليه السلام لما قال :
( مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ ) يوسف : 79 ،
فلم يقل : من سرق
! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق ،
فكان دقيقاً في عباراته ، فلم يتهم أخاه ،
كما لم يثر الشكوك حول دعوى الرقة ،
فما أحوجنا إلى الدقة في كلماتنا ، مع تحقق الوصول إلى مرادنا .
أ.د. ناصر العمر .
=============
يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء ،
فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثراً للإجابة ،
ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس ؛
لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه ؛
أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام ؟
بقي ثمانين سنة في البلاء ورجاؤه لا يتغير ،
فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير أمله
وقال : ( عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً ) يوسف :83 ،
فإياك أن تستطيل زمان البلاء ، وتضجر من كثرة الدعاء ،
فإنك مبتلى بالبلاء ، متعبد بالصبر والدعاء ،
ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء .
ابن الجوزي / صيد الخاطر ( 552 ) .
============
قوله تعالى : ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) يوسف :87 ،
رغم كثرة المصائب وشدة النكبات والمتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب عليه السلام ، إلا أن الذي لم يتغير أبدا هو حسن ظنه بربه .
صالح المغامسي .
=========
من تأمل ذل إخوة يوسف لما قالوا : ( وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ) يوسف :88
عرف شؤم الزلل !.
ابن الجوزي / صيد الخاطر ص 90 .
==========
يزداد التعجب ويشتد الاستغراب من أناس يقرؤن سورة يوسف ،
ويرون ما عمله إخوته معه عندما فرقوا بينه وبين أبيه ،
وما ترتب على ذلك من مآسي وفواجع :
إلقاء في البئر ، وبيعة مملوكاً ، وتعريضه للفتن وسجنه ، واتهامه بالسرقة ..
بعد ذلك كله يأتي منه ذلك الموقف الرائع :
( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ ) يوسف : 92
يرون ذلك فلا يعفون ولا يصفحون ؟
فهلا عفوت أخي كما عفى بلا مَن ولا أذى ؟
ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟ .
أ.د. ناصر العمر .
============
تأمل قول يوسف عليه السلام :
( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ ) يوسف : 100 ،
فلم يذكر خروجه من الجب ، مع أن النعمة فيه أعظم ،
لوجهين :
أحدهما : لئلا يستحي إخوته ، والكريم يغضي عن اللوم ، ولا سيما في وقت الصفاء .
والثاني :لأن السجن كان باختياره ، فكان الخروج منه أعظم ، بخلاف الجب .
الزركشي / البرهان 3/66 .
=========
قول يوسف عليه السلام :
( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) يوسف : 100 ،
فيه الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم جرحها ،
فإنه ما قال : بعدما ظلمني إخوتي ، وبعدها ألقوني في الجب
؛بل أضاف ذلك إلى الشيطان ،
وهذا من مكارم الأخلاق وتلك أخلاق الأنبياء .
محمد المنجد / 100 فائدة من سورة يوسف .
========
( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ) يوسف :110 ،
هذه الآية تجعل الداعية يترقب الخروج من الضيق إلى السعة ،
مبشرة بعيشة راضية ، ومستقبل واعد ، رغم المحن القاسية ، والظروف المحيطة ؛
فالحوادث المؤلمة مكسبة لحظوظ جليلة من نصر مرتقب ، وثواب مدخر ،
وتطهير من ذنب ، وتنبيه من غفلة ، وكل ذلك خير ،
فـ " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير " ،
فلماذا اليأس والقنوط ؟
أ.د. ناصر العمر .
============
*سورة الرعد
ثلاث سور تجلت فيها عظمة وقوة الخالق سبحانه ،
تفتح الأبصار إلى دلائل ذلك في الكون القريب منا ،
من تدبرها حقاً ، شعر ببرد اليقين في قلبه ،
وأدخل عظمة الله في كل شعرة من جسده :
( الرعد ، فاطر ، الملك ) .
د. عصام العويد .
==========
( فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) الرعد : 17 ،
قال ابن عباس :هذا مثل ضربة الله ،
احتملت القلوب من الوحي على قدر يقينها وشكها ،
فأما الشك فما ينفع معه العمل ، وأما اليقين فينفع الله به أهله .
الدر المنثور 4/632 .
==========
الزواج من سنن المرسلين ،
كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) الرعد : 38 ،
فحري بمن وفقه الله لهذه السنة أن يستشعر الاقتداء بهم ،
ذلك مما يضاعف الأجر ، ويعظم المثوبة
========
في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) الرعد :38 ، إشارة إلى أن الله تعالى إذا شرف شخصاً بولايته ،
لم تضره مباشرة أحكام البشرية من الأهل والولد ،
ولم يكن بسط الدنيا له قدحا في ولايته .
الآلوسي / تفسيره 9/307 .
==========
*سورة إبراهيم
قال قتادة في قوله تعالى : (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ ) إبراهيم : 31 ،
فلينظر رجل من يخالل ؟
وعلام يصاحب ؟
فإن كان لله فليداوم ،
وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين :
( الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ) الزخرف : 67 .
الدر المنثور 5/43 .
=========
كان الحسن البصري يردد في ليلة قوله تعالى :
( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) إبراهيم :34 ،
فقيل له في ذلك ؟!
فقال : إن فيها لمعتبراً ،
ما نرفع طرفاً ولا نرده إلا وقع على نعمة ،
وما لا نعلمه من نعم الله أكثر !.
=========
عن السدي في قوله تعالى : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمَ ) إبراهيم :37 ،
قال : خذ بقلوب الناس إليهم
، فإنه حيث تهوي القلب يذهب الجسد ،
فلذلك ليس من مؤمن إلا وقلبه معلق بحب الكعبة .
الدر المنثور 8/560 .
===========
تأمل سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى
: ( سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ ) إبراهيم :50 ،
وذلك – والله أعلم – لأن له أربع خصائص :
حار على الجلد ،
وسريع الاشتعال في النار ،
ومنتن الريح ،
وأسود اللون ،
تطلى به أجسامهم حتى تكون سرابيل !
ثم تذكر – أجارك الله من عذابه – أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة ، كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة ! .
انظر الكشاف :3/294 .
============
مشروع (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)
يأتيكم عبر الرقم 00201027431770
تقبل[اقتطعه واتساب]