الثلاثاء، 15 يوليو 2014

المؤمنون

وقفات مع الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم

سورة المؤمنون

اقرأ أول سورة " المؤمنون " بتدبر ،
تجد أن من أهم صفات المؤمنين المفلحين :
إتقان العمل ، والمداومة عليه ،
وهذان الأمران هما سر النجاح وأساس الفلاح ،
فالخشوع في الصلاة يشير إلى ضرورة الإتقان ،
والمحافظة على جميع الصلوات لا تكون إلا بالمداومة والاستمرار .
د. محمد القحطاني .
...............................................................................................................
سورة المؤمنون أولها ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) المؤمنون : 1
وآخرها : ( إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) المؤمنون : 117
فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة !
[ الزمخشري / الكشاف 4/373 ]
فتأمل – يا عبد الله – في الصفات التي جعلت أولئك المؤمنون يفلحون ،
وتأمل أواخر هذه السورة لتدرك لم لا يفلح الكافرون ؟! .
...............................................................................................................
من أعظم موانع الخشوع :
كثرة اللغو والحديث الذي لا منفعة فيه ؛
ولذلك ذكر من صفات المؤمنين إعراضهم عن اللغو بعدما ذكر خشوعهم
فقال : ( قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ ) المؤمنون 1-3 .
د. محمد الخضيري .
...............................................................................................................
تأمل كيف قرن الله بين أكل الطيبات وعمل الصالحات في قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) المؤمنون : 51 ،
فأكل الحلال الطيب مما يعين العبد على فعل الصالحات ،
كما أن أكل الحرام أو الوقوع في المشتبهات مما يثقل العبد عن فعل الصالحات .
فهد العيبان .
...............................................................................................................
أوصى سفيان الثوري رجلاً فقال :
إياك أن تزداد بحلمه عنك جرأة على المعصية ،
فإن الله لم يرض لأنبيائه المعصية والحرام والظلم ،
فقال : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) المؤمنون : 51 ،
ثم قال للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) البقرة : 267 ،
ثم أجملها فقال : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة : 168 .
حلية الأولياء 7/24 .
...............................................................................................................
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )
المؤمنون : 60 ،
أي : خائفة ،
يقول الحسن البصري : يعملون ما يعملون من أعمال البر ، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم ،
إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة وإن المنافق جمع إساءة وأمنا .
تفسير الطبري 19 / 45 .
...............................................................................................................
كان سهل بن عبد الله التستري يقول :
إنما خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة ، وعند كل حركة ،
وهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله : ( وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) المؤمنون : 60 .
إحياء علوم الدين 4/172 .
...............................................................................................................
( أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) المؤمنون : 61 ،
هذا دليل على أن المبادرة إلى الأعمال الصالحة ؛
من صلاة في أول الوقت – وغير ذلك من العبادات – هو الأفضل ،
ومدح الباري أدل دليل على صفة الفضل في الممدوح على غيره .
ابن العربي / أحكام القرآن 5 / 467 .
...............................................................................................................
( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) المؤمنون : 96 ،
فقه الآية : اسلك مسلك الكرام ، ولا تلحظ جانب المكافأة ، ادفع بغير عوض ،
ولا تسلك مسلك المبايعة ،
ويدخل فيه : سلم على من لم يسلم عليك ، والأمثلة تكثر .
ابن العربي / أحكام القرآن 5 / 473 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق